نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 182
المعلولة ولرجال معلولين لم يتفق الجميع على
توثيقها وتوثيقهم، مما يؤكد لنا ان مسلما النيسابوري كان بصدد جمع الأحاديث في
المرتبة الأولى ومن ثم تهذيبها على شرطه لكن المنية عاجلته وحالت بينه وبين
تهذيبه.
وأما تبويب
كتابه فقد اعترف عدة من محدثي أهل السنة وعلمائهم بان مسلما النيسابوري مات ولم
يسمِّ الأبواب التي يشتمل عليها كتابه، وقد تدخل بعض الذين جاؤوا من بعده في كتابه
فوضعوا عناوين لتلك الأبواب التي تركها مسلم بن الحجاج فارغة، قال النووي في شرحه
لصحيح مسلم:
(ثم إن مسلما رحمه الله رتب كتابه على أبواب فهو مبوب في
الحقيقة ولكنه لم يذكر تراجم الأبواب فيه لئلا يزداد بها حجم الكتاب أو لغير ذلك
قلت وقد ترجم جماعة أبوابه بتراجم بعضها جيد وبعضها ليس بجيد إما لقصور في عبارة
الترجمة وإما لركاكة لفظها وإما لغير ذلك)([408]).
وقال حاجي خليفة في كشف الظنون:
(ثم إن
مسلما رتب كتابه على الأبواب ولكنه لم يذكر تراجم الأبواب وقد ترجم جماعة أبوابه)([409]).
أقول: هذا تصريح واضح ودليل بيّن على حصول التلاعب من الآخرين بصحيح مسلم،
وهذا ما يجعلنا لا نطمئن إلى باقي الكتاب بسبب احتمال حصول تلاعب في أصل أحاديثه وأسانيده،
وهو احتمال له قيمة ويمكن أن يعول عليه بل ويمكن القطع بحصوله فيما لو ضممنا هذا
التلاعب بأسماء الأبواب إلى ما سبق وما سيأتي من فعل «النساخ» الذين أضافوا إلى
الكتاب كثيراً من آرائهم وأقوالهم وتعليقاتهم وأحاديثهم وأسانيدهم مع متن صحيح مسلم
وأسانيده وأقواله.