التزوير والتلاعب بنسخ كتاب صحيح البخاري ورواياته وأبوابه

النسخة الأصلية لصحيح البخاري ناقصة فأتمها النساخ الذين نقلوا لنا صحيحه

لابد من التنبيه أولا على مسألة مهمة للغاية، وهي ان جميع المدونات الروائية لأهل السنة ــ سواء أكانت صحاحا أم سننا أم مسانيد أم غير ذلك ــ لم تصل إلينا النسخة الأصلية منها بخط مؤلفيها ومدونيها الأصليين، وإنما وصلت عبر وسائط متعددة، فلم تصلنا نسخة لكتاب البخاري بخط يده ولا لصحيح مسلم بخط يده وهكذا الحال بالنسبة لباقي كتب أهل السنة الروائية، لذلك نجد بأن جميعها قد تعرض للتزوير والدس والتحريف والتبديل في أثناء نقلها وإيصالها، وقد أثبتنا ذلك بما لا يقبل الشك في كل من كتاب الموطأ لمالك بن أنس وكتاب المسند لأحمد بن حنبل، وليس صحيح البخاري بمستثنى من هذه القاعدة.

وأول طامة مني بها هذا الكتاب هي ان البخاري قد وافته المنية ومات قبل أن يكمل كتابه (الجامع الصحيح) المشهور بصحيح البخاري، لذلك كانت النسخة الأصلية لكتاب البخاري تحتوي في كثير من الأحيان على عناوين الأبواب فقط، من دون وجود أي حديث أو آية فيها، مما يعني ان البخاري لم يسعفه الأجل لإتمام هذه الأبواب وتسويدها.

وقد يصادف أيضا ان البخاري يفرد في كتابه فقرة خاصة للتعليق على راو أو رواية ما، ولكنه يترك مكان الترجمة فارغا مبيضا. وربما ذكر البخاري في كتابه بعض الأحاديث، ولكن من دون وضع باب يعنونها فيه.

ولكننا لا نجد ذلك كله في النسخ الموجودة اليوم بين أيدينا، وذلك