والبخاري قد خالف هذا الشرط المجمع عليه وأخرج لبعض الكفار حال كفرهم وقبل إسلامهم، منهم جبير بن مطعم، حيث أخرج له البخاري حديثين رواهما قبل إسلامه باعتراف من ابن حجر شارح صحيح البخاري، وروايتي البخاري عنه كالتالي:

قال البخاري: (وحدثنا مسدد حدثنا سفيان عن عمرو سمع محمد بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم قال أضللت بعيرا فذهبت أطلبه يوم عرفة فرأيت النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم واقفا بعرفة فقلت هذا والله من الحمس فما شأنه ههنا)([325]).

وعن (الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه وكان جاء في أسارى بدر قال سمعت النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يقرأ في المغرب بالطور)([326]).

وعن (الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يقرأ في المغرب بالطور وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي)([327]).

وأما تعليق ابن حجر واعترافه بان رواية جبير بن مطعم كانت قبل إسلامه فهو كالتالي: (وأفادت هذه الرواية أن رواية جبير له لذلك كانت قبل الهجرة وذلك قبل أن يسلم جبير وهو نظير روايته أنه سمعه يقرأ في المغرب بالطور وذلك قبل أن يسلم جبير أيضا كما تقدم وتضمن ذلك التعقب على السهيلي حيث ظن أن رواية جبير لذلك كانت في الإسلام في حجة الوداع)([328]).

إخراجه لأحاديث بعض الذين اشتهروا بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

[324] المستصفى للغزالي ص124.

[325] صحيح البخاري ج 2 ص 175.

[326] المصدر السابق ج 4 ص30 ــ 31.

[327] المصدر السابق ج 5 ص 20.

[328] فتح الباري لابن حجر ج 3 ص 412.