قد اختلف
في اسم كتاب البخاري فهو مشهور بين الناس باسم (صحيح البخاري)، أما ابن حجر فقد سماه
في (مقدمة فتح الباري) باسم (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله
عليه ــ وآله ــ وسلم وسننه وأيامه)، حيث قال: (انه ــ أي البخاري ــ التزم فيه
الصحة وانه لا يورد فيه إلا حديثا صحيحا هذا أصل موضوعه وهو مستفاد من تسميته إياه
الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وسننه
وأيامه)([308]).
لكن ابن
حجر عاد في كتابه (تغليق التعليق) ليسميه بتسمية ثانية حيث قال: (الجامع الصحيح
المسند المختصر من أمور سيدنا رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وسننه
وأيامه تأليف الإمام الأوحد عمدة الحفاظ تاج الفقهاء أبي عبد الله محمد بن إسماعيل
بن إبراهيم البخاري)([309]).
وهذا
الاختلاف بالاسم ينبئك عن مقدار الاختلاف في باقي أجزاء الكتاب وأبوابه، لان كتابا
لا يتفق على اسمه كيف يتفق على عدد أبوابه وأحاديثه، وكتاب لا يصل إلينا اسمه
بصورة دقيقة كيف يتوقع منه أن يصل إلينا بجملته وتفصيلاته سالما معافى مصانا من
التلاعب والضياع.
البخاري يدون سبعة آلاف حديث بينما يضيع على الأمة ثلاثمائة ألف
حديث كان يحفظها
كان عند البخاري كم هائل من الأحاديث النبوية والسنن والأخبار، فقد صرح
البخاري نفسه بأنه يحفظ ثلاثمائة ألف حديث، منها مائتا ألف حديث غير صحيح، ومائة
ألف حديث صحيح، وقد روى عبد الله بن عدي