النجفي (حفظه الله)([6])،
المطبوعة في النجف مندوحةً عن الخوض في هذه المسألة، التي عزّ وعظم على كل عارف من
الشيعة أن تقع موقع سؤال وتشكيك.
ولكني الآن - بعد انتشار تلك المقالة التي هي قرة عين
المناوئين - لا أجد مسوّغاً شرعياً للسكوت عما خفي على ذلك (السيد الصائل)، ومن
يطرب على تصديته، عسى أن ينيب إلى الحق، ويتنبه إلى ما أغفله به الأغيار المفكرون،
ومن الله أرجو أن تكون رسالتي هذه التي سميتها (نصرة المظلوم)، سبباً لهداية
إخواننا المسلمين إلى اتباع الحق بيقين، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
وها أنا - بعون الله وتوفيقه - ذاكر
في مقدمة هذه العجالة بحثاً فلسفياً تاريخياً، ينتهي بالمتأمّل فيه إلى العلم بأن
التذكارات الحسينية - بجميع أنواعها - حافظة للمذهب الجعفري عن الاندراس والدثور،
وبهذا الاعتبار لا يحتاج في شرعية بعضها إلى ورود دليل خاص به([7])،
وأنه لا يعتني بسخرية الساخر، فإنه - في الحقيقة - ماكر لا ساخر - يريد إطفاء
أنوار
[6] هو الشيخ محمد جواد الشيخ طاهر، ولد سنة 1312هـ، فتربى
على يد والده الشيخ طاهر الحچامي، وتلقى دروسه على يديه، وتخرج في الأصول والفقه
على عدد من علماء العصر وأساتذتهم، منهم الميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن
الأصفهاني والشيخ محمد حسين الأصفهاني والسيد محسن الحكيم والميرزا علي الإيرواني،
كما تخرج على يديه طائفة من الأفاضل، وله اليد الطولى في الأدب والنشر، وكانت
رسائل متبادلة بينه وبين العلامة الشيخ محمد حسين المظفر والشيخ حسن البهبهاني،
وله ديوان شعر وتعليقة على كفاية الأصول وشرح كتاب الطهارة من التبصرة، حرره عند
حضوره على أستاذه السيد محسن الحكيم قدس سره، قام بعمادة منتدى النشر في أول
تشكيله لمدة ثلاثة أعوام.
انظر:
مشهد الإمام أو مدينة النجف لمحمد علي التميمي ج3 ص128.
والكاتب
يشير إلى أن الشيخ محمد جواد الحچامي رحمه الله نشر فتاوى الأعلام في الحث على
الشعائر مع رسالة في هذا الشأن، وكأن ذلك الإنجاز يعدّ رادعاً للتشهير بهذه
الشعائر، والاكتفاء بها حسن، إلا أن ذلك لم ينفع مع تضخّم حالة الالتفاف والتهويل
التي أثارها البعض ضد هذه الشعائر المباركة.
[7] بما ذكرناه سابقاً،
وإذا كان الأمر كذلك ــ وهو أن الشعائر كانت السبب الأساس في حفظ المذهب، بل
وقوّته ــ فلا نحتاج إلى دليل مشروعيّتها، إذ قيام المصلحة بها دليل على ضرورتها،
بل لزومها، كما هو معروف.