فلارتفاعه استُعمل لتنبيه الجند، ولهُجنته
جعل جزء من (الجوق الموسيقي) للتأليف بين نحو عشرين صوتاً من الأصوات المختلفة في
نفخة واحدة، لحصول الطرب المجموع، ولكنه لو انفرد لا يكون ولا يصلح لذلك، ولذلك لا
ينبغي عدّه من الآلات المشتركة بين اللهو وغيره، وإذا لم يكن من المزامير ولا من
آلات اللهو فما هو البرهان على تحريمه؟!.
لم يوجد في
الأدلة ما يتضمن النهي عنه، ولم يوجد في الأدلة ما يتضمن النهي عن استعماله بخصوصه
فيما حضرني من كتب الاستدلال، من غير فحص كامل.
الصنج
وهو مفرد
صنوج، المعبّر عنها بلسان العامة اليوم (الطوس) المنهي عنه في المروي في المجمع،
فهو بظاهر الأمر مردّد بين معان ثلاثة، لا يُعلم أيّها المقصود بالنهي، ولا أن
النهي نهي تنزيه أو تحريم.
فقد ذكروا أنه
آلة بأوتار ونحاس صغار مدوّر يجعل في إطار الدّف، وآلة تتّخذ من صفر يُضرب إحداها
بالأخرى، وهذا المعنى الأخير ينطبق على ما هو المستعمل اليوم في العزاء الحسيني،
لكن من المعلوم أنّ استعمال هذا بالنحو المتعارف الآن في النجف لا يمكن قصد التلهي
به والطرب، لأنه بذاته لا لهو فيه ولا طرب، فكيف يعدّ من آلات اللهو أو المشتركة
بينه وبني غيره؟
إن دقّ
الصنج المتعارف في المواكب يوجب الضجر لا الطرب، وما هو إلا كدقّ الصفّارين
بمطارقهم الحديدية على قطعات الصفر دقاً منتظماً، ولا يبعد أن يكون هذا كان
مستعملاً في الحرب مع الطبل، إن كان قديماً وأن الصنج المعدود من آلات الملاهي ليس
هو هذا الصنج، ولا صنج الموسيقى، بل ما يتخذ من صفر قطعاً، نحو ما يجعل في إطار
الدّف يضع الزافن الراقص كل اثنتين منها في إصبعين من أصابع يديه، إحداهما في
الإبهام والأخرى في السبابة أو الوسطى، يضرب بإحداهما الأخرى فترنّ رنيناً خفيفاً
هو أرق من التصفيق صدى وأقرب منه إلى الإطراب.
وهذا ما هو
يسميه الفرس بلغتهم (زنگ)، وقد اتفق اللغويون على أن