بعضها ليس من أقسام الطبول وبعضها الآخر طبل
لهوٍ - كما ستعرفه - مثّل له العلامة بما يضرب به المخنّثون من طبل وسطه ضيق
وطرفاه واسعان، وقد صرّحوا بجواز استعمال ما عدا الأخير منها، وبيعها وشرائها
والوصية بها، وادّعى في التذكرة الإجماع على ذلك.
ولا ريب أن
هذه الطبول جميعاً يمكن أن يضرب بها ضرباً لهوياً، كما يستعمله أهل الطرب، فلم
جوّزوا استعمالها؟ أليس لأنها ما أُعدت ولا هُيّئت لذلك؟ أليس لكون الضرب العادي
بها ليس ملهياً ولا مطرباً؟ بل هو ضرب إعلام وتنبيه، كما هو الشأن في الطبل المستعمل
في العزاء؟.
الطبل
العزائي لو كان من الآلات المشتركة بين اللهو وغيره فلا ريب أن استعماله ليس لأجل
الطرب، ولا على الكيفية المطربة، ولهذا عدّ كاشف الغطاء في عداد ما كان راجحاً
لعنوان راجح ينطبق عليه، أكثر ما يقام في العزاء من دقّ طبول وضرب نحاس وتشابيه
صور.
قد رأينا
طبل الحرب أيام الحرب العامة عند أعراب نجد في النجف، وطبل القافلة عندهم منذ كان
الحاج العراقي يسير برّاً على طريق جَبَلي طي، وهما عين الدمّام المتعارف
استعماله اليوم في المواكب العزائية في النجف.
إن طبل
الحرب والقافلة وطبل العزاء في الشكل والحجم سواء، وفي كون الضرب عليها بآلة لا
باليد سواء، وفي كون الضرب منتظماً انتظاماً خاصاً سواء، وفي كون الغرض من ضربها
التنبيه والإعلام سواء، فما هو الفارق بينها إذاً؟!
طبل
اللهو
إن طبل
اللهو يفارق هذه الطبول في جميع هذه الخواص عدا الانتظام، بيد أنه في طبل اللهو
على كيفية خاصة يعرفها أهل الملاهي، ولا يجهلها كل أحد، وتلك الكيفية غير حاصلة في
ضرب الدمام.
ومع قطع
النظر عن جميع ما أسلفناه أوقفك على أمر يكفيك في الحكم بجواز الدمام، وهو أنه لم
يقع لفظ الطبل في شيء من الأدلة موضعاً للحكم ليؤخذ بإطلاقه، وليدفع الإطلاق بكون
المراد طبل اللهو أو يراد بضربه