نباته إلا يومئذ،
وما زال ينمو غراسه، ويتأصّل في القلوب شيئاً فشيئاً، حتى في زمن ملوك المغول
المتوحشين، الذين أكثروا من القتل في الأرض، نحو هولاكو خان، والسلطان محمد
خدابنده([109])،
الذي تم مآتم على يده لعلماء الشيعة الذين كانت الحلة السيفية مغرسَهم، وذلك في
حدود سنة 700هـ، والخلافة العباسية منقرضة يومئذ، وكانت من قبل ذلك في مدة
أربعمائة عام تقريباً اسمية فقط، وما كانت التذكارات الحسينية حينئذ إلا مآتم يقرأ
فيها نحو كتاب (المقتل) تأليف أبي مخنف([110])،
وهو من أكابر المحدّثين الذين تلقى منه ابن جرير الطبري([111])
وغيره مقتل الحسين، أو كتاب (الإرشاد)