وإذا ساغ للسجاد عليه السلام أن يسيل الدم
باختياره من عضو من أعضائه، ببكاء الدم أو بتقريح الجفن، جزعاً وهلعاً على رزية
الحسين عليه السلام، فما هو إذاً شأن ما يصدر من الشيعة من ضرب السلاسل
والقامات؟!.
وهل سيلان
دم السجاد في الإناء أهون من انتثار قطرات من دم رأس الجريح على ثيابه، حزناً على
تلك الفادحة العظيمة؟!.
ثم أقول: بهذا
الاعتبار أيضاً - مضافاً إلى ما سلف من قوله عليه السلام: (على مثله تلطم الخدود
وتشق الجيوب) - يرفع الاستبعاد عما روي في الكتب من أن (عقيلة آل محمد صلى الله
عليه وآله وسلم) في موارد عديدة لطمت وجهها، وشقت جيبها، وصاحت ودعت بالويل
والثبور، فإنه لا حامل لها على شق الجيب إلا الجزع في مصاب حق أن تُشق له القلوب
لا الجيوب، كما صرح بذلك سيدنا العلامة السيد إسماعيل الصدر قدس سره([88])
في بعض حواشيه: وكيف لا تفعل ذلك في مصاب جزع له وبكى إبراهيم خليل الرحمن، وموسى
كليمه، كما في الخبر؟.
وفي آخر:
إن فاطمة عليها السلام لما أخبرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين
جزعت وشقّ عليها([89]).
وفي خبر
آخر: إنها تنظر كل يوم إلى مصرع الحسين عليه السلام