وروى المجلسي (أعلى الله مقامه)([84])،
والسيد عبد الله شبر (رفع الله درجته)([85])
في كتاب (جلاء العيون) أن زين العابدين عليه السلام كان إذا أخذ إناء ليشر يبكي
حتى يملأه دماً([86]).
وهذا
بظاهره من غرائب الأخبار، فإن العيون لا تسيل دموعها دماً، ولذلك كنت أحتمل وقوع
التحريف فيه، وأن الصحيح: (دمعاً) بدل (دماً)، لكني وجدت المخطوط والمطبوع من
الجلاء وغيره كما هو مروي فيه.
وعليه،
فأقرب توجيهاته أن يقال: إن العيون وإن لم تبكِ دماً، لكنها لكثرة البكاء
والاحتراق تتقرح أجفانها، فإذا اشتد البكاء تنفجر القروح دماً يمتزج بالدموع، فهو
إذا سال في الإناء يسيل كأنه دم، ويصدق حينئذ أن يقال: (يملأ الإناء دماً)([87]).