بعد إيراد الخبر المزبور: (والمراد بذلك
تنبيه الناس على فضائله وإظهارها، ليقتدى بها، ويعلم الناس ما كان عليه أهل البيت،
فتقتفى آثارهم). انتهى.
فانظر
متأملاً إلى آخر كلامه هذا، الذي يريد به أن ندبته بتلك المجامع سبب لظهور التشيع
في الناس، لارتفاع الاتقاء عليه بعد موته (سلام الله عليه).
ومن هذا
نعرف أن النوادي الخاصة محل عزاء من لا شرف له كالحسين عليه السلام وأبنائه، ولا
فضل له ولا قرب كفضلهم وقربهم، ولا مظلومية له كمظلوميتهم، أما هم فإن أوقع
المحالّ لندبتهم المجامع العمومية، كمنى وغير منى.
وفي آخر
هذا الفصل طلب الكاتب من الله أن يتفضل على أهل المواكب السائرة برفض ما تعوّدوه
في اللطم من المقاتلة، والسير على الهيئات المنكرة، من الوثبات والزعقات الموحشة.
فكأنه
يتمنى لكل فرد من أفراد الجعفرية، حتى الشبان منهم وأهل المهن الدنيّة والبذيئين،
أن يكون لهم مثل ما هو حاصل لأغلب الشيوخ والصلحاء، من الهدوء والسكون والمشي
بخشوع ووقار، وهذا ما لا يكون، ولكن لا يلزم أن تكون المواكب على هذه الحال
المتمناة، فإن تلك الوثبات والزعقات الموحشة - على ما يقول - لها من التأثير في
بعض القلوب ما لا يؤثره الوقار والتوئدة.
* وفي الحميّة
معنى ليس في العنب *
أو هما
حقيقة..
* مثل الفواكه
كلٌّ فيه لذّته *
والناس
ليسوا على شاكلة واحدة.
وذكر
الوثبات والزعقات على لسان هذا الرجل تهويل آخر، وإعابة لحال المواكب الحسينية،
والحقيقة لا تنزجر بالتهاويل، والأحكام لا تستند