responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 44
ويدل على ذلك قوله في الصفحة (9): (نحن نأسف ونحزن إلى الغاية على من يتعب نفسه باللطم لغير الله سبحانه، فإنه لو كان لله لما حصل ما ذكر).

وأنت لا يخفى عليك أن اتفاق وقوع المحرّم فيه لا يجعله لطماً لغير الله، كما أن كونه لله لا ينافي حصول ما ذكر بضرب من الاتفاق، وإنما الضارّ بالإخلاص كون المحرم أمراً غير طاعة الله جلّ شأنه.

ثم قال في الصحيفة المذكورة: (ناهيك بما يصدر من جدال وضرب وتقاتل بين أهل اللطم وغيرهم، من جهلة فرق المسلمين، فتكثر القتلى والجرحى من الفريقين، وجميعها ناشئة من سخافة العقل وشدة الجهل، ولقد صدر الكثير من هذه الفتن، وحتى في العالم الماضي صدر شيء منها في بغداد، فقتل من قتل، وحبس من حبس).

أقول: انظر إلى التهويل، والكلام الشعري الخيالي، الذي أظهر به هذا الرجل تلك المواكب بمظهر فئات متعادية، بينها ثارات أو ألف هنات، قد خرجت لأخذ الثار وإبادة بعضها بعضاً، لا شك أن عند التقائها تكون الملحمة العظمى، التي تكثر بها القتلى والجرحى من الفريقين، الذين هم في الحقيقة (ثوار) سمّوا أنفسهم بالمعزّين، وقائمون بأكبر (ثورة دموية) يسمونها بالعزاء... غفرانك اللهم من عاقبة هذه السفسطة، التي لا مقبل لها في ظل الحقيقة أبداً. لا أقول إن المضاربة والمنازعة والجرح لم تحدث في موكب أصلاً، بل ربما يتفق بالسنة أو بالأكثر حدوث ذلك مرة واحدة في بلدة أو بلدتين لا أكثر، وذلك مما لا يخلّ بمسنونية تلك المواكب المقدسة، إن هذا إلا كما يعرض للرجل القادم على إقامة صلاة جماعة في معبد، أو زيارة في مشهد، أن يتخاصم مع غيره من المصلين والزائرين، جمعه وإياه المكان، وربما كان تخاصمهما على المكان نفسه، فيحدث بينهما - لسخافة العقل وشدة الجهل - على ما يقول من السباب والقذف والضرب والإهانة، ما لا ريب في حرمته، وعدم اقتضائه بوجه حرمة الصلاة والزيارة، إلا أنْ يكون الخروج لذلك، أو يكون معنوناً بذلك العنوان، وهذا أمر قد مرت نظائره ثمّة، لكني أعدته ليعرفه الجاهل، ويتدبره الصائل والجائل([69]).

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست