من النساء والرجال
- مسلمين وغيرهم - للنظر إليها هو أبلغ في إظهار مظلومية سيد الشهداء، التي سن البكاء
عليه لأجلها، لأن به تتأثر قلوب جميع الفرق بنفس الأثر الذي تتأثر به قلوب
الجعفرية فقط من اللدم واللطم في نادٍ خاص بهم.
ويعلم كل
أحد أن المآتم المنعقدة لذكر رزية الحسين عليه السلام والبكاء لها قد يقع في كل
منها في كلّ يوم غيبة أو نميمة، أو مؤامرة على باطل، أو تسابّ بين اثنين أو جماعة،
أو إيذاء مؤمن، أو هتك حرمة، ونحو ذلك، فكان يلزم صاحب المقالة - قياماً بوظيفته
الروحية - أن يمنعها، ويسدّ أبوابها، ويكسر منابرها، لترتب هذه المفاسد والمحرمات
عليها، وما هي بأهون عند الله تعالى مما يحدث في المواكب السائرة، من فتنة وفساد
ومضاربة ومقاتلة، كما يقول([68]).
إن قال: إن
تلك المفاسد ليست بلازمة لذات المآتم، ولا موجبة لتعنونها بكونها اجتماعاً للغيبة
والنساب - مثلاً ـ.
قلنا له:
بمثل ذلك في الموكب اللاطم سائراً، حرفاً بحرف.
بالله
عليك، لو تخاصم رجلان في مجلس العزاء الموقّر، المحفوظ من كلّ مفسدة، وأدّى
تخاصمهما إلى الضرب المؤلم، كما يتفق ذلك فيها أكثر من اتفاقه في المواكب، أو أدّى
إلى الجروح الدامية من باب الاتفاق، فهل يصلح لعارف من الشيعة أن يمنعها بتّاً، أو
يحكم بأنّ ذلك النادي الذي لم يعنون بعنوان كون (نادي المضاربة والمقاتلة) محرّماً،
لا أجر لصاحبه ولا لأهله عليه، بل عليهم العقاب؟!.
من المحتمل
أن يريد صاحب المقالة المنع من فرد خارج لم يقع في الخارج أبداً، وهو الذي لا تكون
له علة ولا محرّك على الخروج إلا المقاتلة، وهو ما نعنيه بأنه المعنون بالخروج
للفساد، نحو خروج جماعة من محلهم إلى الزنا واللهو، أو إلى قتل النفوس.