responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 22
وإن أقربها علاقة وشبهاً بالمآتم (التمثيل)، فإن من سبر غوره، وتعمّق بالغوص على سرّه، يعلم أن فيه من النّكت ما ليس في إقامة المآتم المجردة عنه.

إذا كان السرّ في إقامة المآتم([33]) والغرض منها - ظاهراً - إظهار مظلومية سيّد الشهداء لدى العموم، وباطناً اتفاق كلمة الشيعة، وحفظ عقائدهم عن الاندراس على مرور الأزمان، فلا ريب أن تمثيل الواقعة لحاسة البصر، بما يصدر فيها من حركة وسكون، قول وفعل، أبلغ في إظهار مظلومية ذلك الشهيد الأعظم من الأقوال المجرّدة على المنابر وفي المجامع، وأدخل في تثبيت العقائد، وإحكام الروابط بين أفراد الجعفرية.

إذا كانت الفرقة الجعفرية تذكّر في المآتم وعلى المنابر المصائب التي وردت على الحسين عليه السلام، ونصب أعينها الأحاديث المرغّبة في البكاء عليه والحزن لأجله، فتمثيل تلك المصائب للأنظار له تأثير عظيم في القلوب، لأنه يجعل العام والخاص من الجعفرية راسخ العقيدة ثابت اليقين.

لاشك أن الجعفرية في تمثيلها للفادحة الحسينية تصيب من جهة إحياء أمر الأئمة عليهم السلام، وهذا هو السبب الوحيد لتسليم الحسين عليه السلام نفسه للقتل، ومن جهة أخرى يحصل لهم ولغيرهم تحزين الطبايع، وإبكاء النواظر، وإثارة العواطف الرقيقة نحو المصاب بتلك الفادحة الكبرى، ورفع الستار عن فضايح الظالمين وأتباعهم.

التمثيل وإن لم يكن قديماً عند الشيعة، بل هو حادث منذ عدة قرون، ولكن ليس كل حادث في المذهب لا يكون معمولاً به.

الحادث إذا كان مفيداً فائدة القديم المشروع بوجه أتم وأبلغ، كان مشروعاً([34])، لاسيما إذا احتمل كون تركه في الزمن الأقدم لعدم إمكان إقامته

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست