لا شك أن
إظهار الحزن ومظلومية سيّد الشهداء عليه السلام، والإبكاء عليه وإحياء أمره بسنخه
عبادة في المذهب، لا بشخص خاص منه، ضرورة أنه لم ترد في الشريعة كيفية خاصة للحزن
والإبكاء وإحياء الذكر المأمور بها، ليقتصر عليها الحزين في حزنه، والمحيي لأمرهم
في إحيائه، والمبكي في إبكائه([35]).
وإذا كان
سنخ الشيء عبادة ومندوباً إليه، سرت مشروعيته إلى جميع أفراده من جهة الفردية،
ولذلك لم نر أحداً من صلحاء الشيعة وعلمائهم، ولم يؤثر ولم يُنقل عن أحد منهم في
الأجيال السالفة، من لا يعد التمثيل مثل قراءة كتاب المقتل في عباديّته وفي كونه
مبكياً ومحزناً، فضلاً عن إنكار مشروعيته.
إن الذين
أدخلوا التمثل في التذكارات الحسينية لا شك أنهم من كبراء رجال أهل الدين
المفكرين، وأرباب السلطة المتّبعة من الشيعة، ولذلك يظن البعض أنه انتشر في بلدان
الشيعة من قبل سياسة السلاطين الصفوية([36])،