responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 14
وما كان ينفع يزيد عند الناس إسناد قتله إلى ابن مرجانة بغير علم منه، وهم يرون فرحه وسروره، بإشهار رأسه ورؤوس آله، وسوق ذراريهم وعيالهم له كالسبي المجلوب، وتزيينه الشام أياماً، استبشاراً بذلك.

لعمري إن هذا الإطراء والذكر الجميل، واعتقاد مظلومية الحسين عليه السلام وآله عند العامة في الشام، أول مراتب التشيّع، ومعرفة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والإذعان بفضلهم، الذي لا سبب له إلا قتل الحسين عليه السلام.

في عام قتل الحسين هاج كثير من أهل الكوفة للأخذ بثأره([16])، وما زالوا يستعدون للثورة عدّتها، من جمع سلاح وتوفير عدد، نحواً من ثلاث سنين، وأهل المدينة في خلال تلك المدة ثائرون عليه، مع عبد الله بن حنظلة (غسيل الملائكة)([17])، وابن الزبير ناصب بمكة يدعو إلى نفسه([18])، ويعلن الطلب بثأر الحسين، بدء أمره حتى هلك يزيد (عليه اللعنة)، وحينئذ تجمهرت الألوف بالكوفة، لا حافز لها إلا الطلب بثأر الحسين عليه السلام، وهي تذكر أباه وأخاه وسائر آله بكل جميل، وتعلن استحقاق علي عليه السلام وولده الإمامة والخلافة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،


[16] كما في اجتماع أهل الكوفة عند رؤوس الشيعة، سليمان بن صرد الخزاعي، وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمسيّب بن نجبة الفزاري، وكان من شيعة علي وخيارهم، وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي وعبد الله بن وال التيمي ورفاعة بن شداد البجلي، واتّفقوا على الأخذ بثأر الإمام سيد الشهداء عليه السلام، وبعد أن تلاوموا بينهم على الخذلان وعدم النصرة، فأثر ذلك عن ثورة المختار التي عاقب فيها قتلة الحسين عليه السلام وطاردهم في كل مكان. انظر: تأريخ الطبري ج4 ص428 أحداث سنة 65 للهجرة.

[17] حيث أخرج أهل المدينة عامل يزيد على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان من المدينة، وأظهروا خلع يزيد وحصارهم من كان بها من بني أمية، وبايعوا عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة، وكانت ثورة هدّت عروش الأمويين، وقابلها يزيد بوفعة عظيمة بقيادة مسلم بن عقبة (فأباح المدينة ثلاثاً يقتلون الناس، ويأخذون الأموال، فافزع ذلك من كان بها من الصحابة). تأريخ الطبري ج4 ص377.

فكان هذه الحادثة إحدى ثمرات نهضة الإمام الحسين عليه السلام، وهي ردة فعل فصمت عرى الحكم الأموي بشكل لم تبق معه هيبة السلطان، ولا عزة الملك.

[18] انظر أحداث سنة 66 و67 وما بعدها في دعوة عبد الله بن الزبير لنفسه وما جرى من أحداث في تأريخ الطبري والكامل لابن الأثير وتأريخ اليعقوبي ومروج الذهب وغيرها.

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست