responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 13
وكان في نفوس العامة في العراق نفورٌ ما منهم، من جرّاء القتل الذريع بكبرائهم، لتهمة التشيع، وجنَف العمال بهم، وكذلك في الحجاز أيام استخلاف يزيد (عليه اللعنة)، لمعلومية فسقه وجوره، وظهر يومئذ للعالم الإسلامي كله أن بني أمية لم تسعَ في هدم دين الإسلام فقط، بل تسعى - عن طريق التعصب الجاهلي - في أن لا نبقي لهاشمي أثراً، وعلى الأخص بقايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن هذا الوجه ظهر للعالم أجمع مظلومية الحسين عليه السلام، وصار ذلك سبباً للالتفات إلى مظلومية أبيه يوم صفين، وأخيه عام الصلح([14]).

لما قتل الحسين عليه السلام طالب لسان اللوم الإنكار على يزيد (عليه اللعنة)، حتى من بني أمية أنفسهم، ومن بقايا الصحابة في الشام وفي المدينة المنورة، على حين إنه لم يكن بالإمكان ذكر علي عليه السلام والحسين عليه السلام بخير في البلدان القاصية عن مركز خلافة بني أمية، فضلاً عن إطرائهم بين يدي يزيد، ولدى حاشيته، وفي داره، حتى روى في (العقد الفريد) عن المدائني أنه لم توجد في دار يزيد سفيانية إلا وهي متلدّمة، تبكي على الحسين عليه السلام([15]).


[14] وبالفعل كانت ثورة الحسين عليه السلام إعادة لحسابات الأمة التي لم تنصف الإمام علي عليه السلام في صفين، ولم تنتصر للإمام الحسن عليه السلام يوم هادن معاوية، إلا بعد أن هتكت ثورة الشهيد حجب الزيف والدجل الأموي، الذي كانت تتستّر به هذه العصابة الظالمة، وريثة التآمر والنكوص عن الحق وأهله، فقد ظهر الإنكار الشديد على الأعمال الشائنة للأمويين، ولم يتردد أهل الكوفة في الإنكار على يزيد، «فقد استقبل الكوفيون العائلة الكريمة ــ التي عوملت معاملة الكفار في السلب والأسر والتشهير ــ بالبكاء والصراخ والنوح والتوجّع والتفجّع والتأسف، وقد شقّت النساء جيوبهن على الإمام الحسين عليه السلام والتدمنَ». انظر: فاجعة الطف للسيد الحكيم ص98.

وما أظهره أهل المدينة من الإنكار الذي تُرجم إلى ثورة الحرّة، وأنكر على حادثة نكت رأس الإمام الشهيد عليه السلام كل من زيد بن أرقم وأبي برزة الأسلمي وأنس بن مالك وغيرهم، وإذا كان لهؤلاء وأمثالهم موقف الخذلان في واقعة الطف، لموالاتهم للنظام الأموي، وسقوطهم في أعين الأمة لسكوتهم، إلا أن هناك ما يشير إلى امتعاضهم من هذه الانتهاكات الأموية بعد مقتل الحسين عليه السلام، وتجرؤ السلطة بالإقدام عليه.

[15] العقد الفريد ج5 ص134 دار الفكر بيروت.

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست