responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 12
مخالفتهم ضلال، والخروج عليهم خروج عن ربقة الإسلام، حتى أتى على ذلك نيف وثلاثون سنة، وبعض هذا في أقل من تلك المدة كافٍ في اندراس ذكر علي وولده عليهم السلام، واندراس طريقتهم وأحكامهم.

حتى إذا ولي الأمر يزيد بن معاوية بعد أبيه، وقد توطّدت له الأسباب، تسنّى له أن يبيد كل هاشمي من على جديد الأرض، لتهوّره، وشدة إقدامه، وتجاهره بهتك الحرمات، كما ينبئ عن ذلك - بعد يوم الطف - وقعة الحرة ورمي الكعبة.

فلذلك قام الحسين عليه السلام ضدّ بني أمية، قيام مستاءٍ جداً من جرّاء قسوتهم المخالفة لدين الإسلام، ولا همّ له إلاّ إحياء ما أماتوه من الآثار والمآثر الإسلامية([12])، وبقتلهم إيّاه تلك القتلة الشنيعة، بأيدي تلك الألوف المتجمهرة عليه، وقتل سبعة عشر رجلاً من بنيه وبني أخيه وعمّه، حتى الشباب وأطفال الرّضّع منهم، وقتل أنصاره وسبي ذراريه وعياله إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، حيث مركز الخلافة الأموية، وإشهار رأسه ورؤوس آله في البلدان، سقطت منزلة بني أمية من القلوب([13])، وعلم الناس نواياهم السيئة، أيقنوا أنهم ليسوا بأئمة حقّ، لأن أفعالهم تلك لا تتفق مع أي دين، ولا يرافقها من العدل شيء بل هي خارجة عن حدود الإنسانية.


[12] ومقولة سيّد الشهداء عليه السلام ما زالت ترنّ في أسماع الدهر، تؤكد على أنه عليه السلام ما خرج إلا لإصلاح ما أفسده الأمويون وأسلافهم، وتآمرهم على الإسلام، وكيدهم لشريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، مما دعا سيد الشهداء عليه السلام أن يعلن في مقولته المشهورة: «... وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب». بحار الأنوار ج44 ص329.

[13] نعم كانت ردّة فعل الأمة من هذه الفاجعة العظمى هي كراهية الناس لبني أمية بشكل لم يتوقع الأمويون ردّ الفعل هذا جرّاء الصدمة التي فاجأت الأمة بشهادة الإمام الحسين عليه السلام، وكان سقوط الدولة الأموية منذ سقوط أول قطرة دم في كربلاء، بالرغم من تقاعس الأمة عن نصرة الإمام الشهيد عليه السلام، إلا أن ذلك لم يمنع الاستياء العام، وانكشاف حقيقة الأمويين الذين تستّروا بلباس الدين، ولولا هذه الواقعة الحسينية لبقيت سياسات الأمويين وأتباعهم تحكم الأمة إلى يوم الدين، وتأخذ بخناق الناس، والويل لمن اعترض عليهم بشطر كلمة، إذ لم يستطع أحد كشف دجل آل أبي سفيان وكذبهم، لولا ثورة الإمام الشهيد الذي أسقط كل الأقنعة، وإلى يومنا هذا.

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست