responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 11
يستأصلوا شأفتهم([10])، وبعثوا إلى المشرّدين منهم والمسجونين ضروب الأذى والتنكيل، ووضعوا الأحاديث النبوية في فضل بني أمية([11])، وأعلنت الخطباء في كل صقع بأسمائهم، مقرونة بالتبجيل والتكريم، وكونهم خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذوي رحِمِه، وورّاث حكمه وحكمته، وأن

[10] شأفة الرجل: أهله وماله، والشأفة: الأصل، واستأصل الله شأفته: أي أصله، وفي حديث علي عليه السلام قال له أصحابه: لقد استأصلنا شأفتهم، يعني الخوارج، لسان العرب لابن منظور باب شأف.

[11] أراد الكاتب أن يعيد للأذهان ما فعله الأمويون من قلب الحقائق ومحاولة التزوير التي ارتكبها معاوية وفريقه المتخصص في مجال الوضع والأخلاق.

ولعلّ الإمام السندي الذي شرح سنن ابن ماجة يشير إلى سبب انتشار مناقب الإمام علي عليه السلام، وما واجهته هذه المناقب من حرب ومؤامرات نحاول من خلالها قراءة الواقع الذي عاشته مناقب الإمام علي عليه السلام في خضمّ الصراعات السياسية المتهورة.

يقول الإمام السندي: «قيل وهذا سبب ما روي من مناقبه (رضي الله تعالى عنه)، كما في الإصابة للحافظ ابن حجر، قال: ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعليّ، وقال غيره: وسبب تعرّض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم شيء من مناقبه من الصحابة بثّه، فكلّما أرادوا إخماد شرفه حدّث الصحابة بمناقبه، فلا يزداد إلا انتشاراً.

وتتبّع النسائي ما خص به من دون الصحابة، فجمع من ذلك أشياء كثيرة أسانيدها أكثرها جياد». شرح سنن ابن ماجة للإمام السندي، باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ج1 ص58، دار الجيل.

وقال أبو جعفر الإسكافي: وقد روي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي هذه الآية أنها نزلت في علي بن أبي طالب:

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)، فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف درهم فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقيل وروى ذلك. انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد وكلامه في الأحاديث الموضوعة في ذم علي عليه السلام ج4 ص63 ــ 73.

كما روى أبو جعفر الإسكافي أن معاوية وضع أقواماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله، فاختلقوا ما ارتضاه، ومنهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير. شرح نهج البلاغة ج4 ص63.

هذه هي صور الاضطهاد الفكري والمصادرات الثقافية التي انتهجتها السلطات الأموية طيلة ثلاثة عقود، وقد حددها المؤلف بنيف وثلاثين سنة.

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست