يظهر من تكرر هذه الأسئلة بين آونة وأخرى أن
زمرة من أعداء الإسلام يرون عظم تأثير هذه المواكب والمآتم المشتملة على إظهار
الأسى بشتى الأساليب ومختلف الأشكال في حفظ كيان الإسلام فيقعدون في المرصد،
ويفكرون في القضاء على هذه الدعاية الدينية، وإخماد هذه الشعائر الحسينية، بخلق
إشكالات تافهة واهية، لا نصيب لها من الحقيقة ولا حظ لها من الواقع.
وقد سألوا
قبلنا من مشايخنا العظام ومراجع المسلمين فأجابوه بفتاواهم الصريحة بجواز هذه
الأمر، وقد طبعت ونشرت مرات عديدة، وأنها من الشعائر التي ينبغي أن تعظم، وأنا
أويدهم وأوافقهم حتى الاقتحام في النار مع أمن الضرر، ولا يصغى إلى ما يتشدق به
بعض الجهال المقلدة بخلاف ما أطبق عليه المراجع وأساطين الفقه، بل يضرب به عرض
الجدار.
آية الله العظمى السيد
علي التبريزي
بسمه
تعالى، نعم يجوز ما هو متعارف بين المسلمين، وصار بينهم شعاراً لإظهار الحزن على
الحسين عليه السلام، ولم يوجد في الأخبار نهي عن الشارع عنه بهذا العنوان، والله
العالم.
آية الله العظمى الشيخ
ضياء الدين العراقي
لا بأس بخروج مواكب العزاء المحزنة والمشجية في مصيبة سيد الشهداء عليه
آلاف التحية والثناء في الشوارع والأسواق ليلاً ونهارً بحالة الحزن والحداد، من
كشف الرؤوس، ولطم الصدور، وضرب السلاسل، وغيرها من الأمور التي لا تضر بدن
الإنسان.
كما أنه لا
بأس بإخراج الحيوانات للتشبيه، في صورة ذي الجناح وغيره، مما يوجب الحزن ويثير
عواطف الناس، حسب ما هو متعارف لدى أهالي النجف الأشرف وسائر بلاد الشيعة، مع حمل
الأعلام السود والعلامات التي تفصح أنها من علائم الحزن والحداد، بل الإقدام على
مثل هذه الأمور من أعظم الشعائر الإلهية، ما دام لم يستلزم ما هو محرم شرعي.