responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 100
الأنواع والأنحاء، من ذكر مناقبه على المنابر، ومصائبه في المجالس، وإنشاء المراثي في اضطهاده، والبكاء عليه وعلى أولاده وأصحابه وعياله، واللطم على الخدود والصدور، والضرب بالسلاسل على الظهور، وسير المواكب في الطرقات والشوارع، بل التطبير والتشبيه والضرب واقتحام النار، وهي أمور:

الأول: تبليغ الرسالة الإلهية، ونشر الأحكام الشرعية، إذ المحسوس والمعهود من الطائفة الجعفرية الرغبة الملحّة في الحضور في مجالس عزاء الحسين عليه السلام، والمتعارف من الخطباء (رحم الله الماضين منهم وجزى الله الباقين عن الإسلام أحسن الجزاء) أنهم يجعلون المنبر وسيلة للدعاية الحقّة، وبثّ المعارف الإلهية، ونشر المسائل الشرعية، إلى غير ذلك مما وجب معرفة الشيعة بعقائدهم وأحكامهم وسائر الشؤون الدينية. والذي يحضر في مأتم للبكاء على الحسين عليه السلام لا محيص له من استماع مطلب ديني، وهذا واضح جداً.

الثاني: أن الناظر في أحاديثنا لا يشك في ترغيب الأئمة عليه السلام إلى إحياء أمرهم والتحدّث بفضائله، لا تشهياً منهم وأنانية، وحاشاهم عن ذلك، بل لإفضاء ذلك إلى التمسك بالعقائد الحقّة والعمل بشريعتهم، ومن البديهي أن الشعائر الحسينية إحياء لأمر الأئمة عليهم السلام ناطقة أم صامتة.

الثالث: أن البكاء والإبكاء والتباكي على الحسين عليهم السلام مما أمر به في الأخبار المستفيضة بل المتواترة، وقد بلغ التحريض عليه، إلى أن جعل ثواب البكاء عليه قدر جناح ذباب غفران الذنوب، وإنما الشعائر الحسينية مبكيات بالوجدان.

الرابع: لا شك أن توحيد الصفوف واجتماع الأفراد وائتلاف الجماعات يترتب عليه الغرض المقصود من هؤلاء، سياسياً علمياً صناعياً وغير ذلك، ولا جامع بين الشيعة أسهل حصولاً وأوسع نطاقاً وأشد ائتلافاً من المآتم والشعائر الحسينية، وبها تقوى شوكة الطائفة الجعفرية، وترغم أنوف أعدائهم، إذ يرون أنه كلما يحاولون تفريقهم وإلقاء البغضاء بينهم بشتى الوسائل تجمعهم ذكرى الحسين (روحي له الفداء)، وتؤلفهم تلك

نام کتاب : نصرة المظلوم نویسنده : إبراهيم حسن المظفر؛ تحقيق محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست