نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 97
وطلاوة لسانه، فصبا القوم إليه، واستجابت
القبائل له قبيلة فقبيلة، فليسيرن حينئذ إليكم بالكتائب والمقانب، فلتهلكن كما
هلكت إياد ومن كان قبلكم؟! قولوا قولكم. فقال له أبو جهل: لكن أرى لكم أن تعمدوا
إلى قبائلكم العشرة، فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا، ثم تسلحوه حساما عضبا، وتمهل
الفتية حتى إذا غسق الليل وغور بيتوا بابن أبي كبيشة بياتا، فيذهب دمه في قبائل
قريش جميعا فلا يستطع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم، فيرضون
حينئذ بالعقل منهم، فقال صاحب رأيهم: أصبت يا أبا الحكم.
ثم أقبل
عليهم فقال: هذا الرأي فلا تعدلوا به رأيا، وأوكئوا في ذلك أفواهكم حتى يستتب
أمركم، فخرج القوم عزين، وسبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل عليه السلام، فتلا
هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
فلما أخبره
جبرئيل عليه السلام بأمر الله في ذلك ووحيه، وما عزم له من الهجرة، دعا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام، وقال له:
يا علي إن الروح هبط علي بهذه الآية آنفا، يخبرني أن قريشا اجتمعوا على
المكر بي وقتلي، وأنه أوحى إلي ربي (عز وجل) أن أهجر دار قومي، وأن انطلق إلى غار
ثور تحت ليلتي، وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي ــ أو قال: مضجعي ــ ليخفى
بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل، وما صانع؟.