نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 96
وفداه بنفسه
يروي الشيخ
الطوسي رحمه الله تفاصيل الحادثة عن أبي عبيدة بن محمد ابن عمار بن ياسر عن أبيه،
وعن عبيد الله بن أبي رافع جميعاً عن عمار بن ياسر رضي الله عنه، وأبي رافع مولى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد تداخل حديث هؤلاء بعضه ببعض فقالوا:
«كان الله
عز وجل يمنع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بعمه أبي طالب، فما كان يخلص إليه من
قومه أمر يسوؤه مدة حياته، فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بغيتها وأصابته بعظيم الأذى حتى تركته لقى.
فقال صلى
الله عليه وآله وسلم:
«لأسرع ما وجدنا
فقدك يا عم! وصلتك رحم فجزيت خيراً يا عم».
ثم توفيت
خديجة بعد أبي طالب بشهر فاجتمع بذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حزنان
حتى عرف ذلك فيه، قال هند: ثم انطلق ذوو الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة،
ليأتمروا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسروا ذلك بينهم، فقال بعضهم:
نبني له علما، وينزل برجا نستودعه فيه، فلا يخلص من الضباة إليه أحد، ولا يزال في
رنق من العيش حتى يتضيفه ريب المنون، وصاحب هذه المشورة العاص بن وائل، وأمية،
وأُبي ابنا خلف.
وقال قائل:
بئس الرأي ما رأيتم، ولئن صنعتم ذلك ليتنمرن له الحدب الحميم والمولى الحليف، ثم
ليأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أنشوطتكم قولوا قولكم. قال عتبة
وشيبة وشركهما أبو سفيان، قالوا: فإنا نرى أن نرحل بعيرا صعبا، ونوثق محمدا عليه
كتافا وشدا، ثم نقصع البعير بأطراف الرماح، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك إربا إربا.
فقال صاحب
رأيهم: إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا، أرأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض
الأفاريق، فأخذ بقلوبهم بسحره وبيانه
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 96