نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 98
تبسم علي عليه السلام ضاحكاً، وأهوى إلى
الأرض ساجداً، شكراً بما أنبأه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سلامته، وكان
علي (صلوات الله عليه) أول من سجد لله شكراً، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد
سجدته من هذه الأمّة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما رفع رأسه قال
له:
امض لما أمرت فداك
سمعي وبصري وسويداء قلبي، ومرني بما شئت أكن فيه كمسرتك، واقع منه بحيث مرادك، وإن
توفيقي إلا بالله.
قال:
وإن ألقي عليك شبه
مني، أو قال: شبهي.
قال:
إن ــ بمعنى نعم
ــ.
قال:
فارقد على فراشي
واشتمل ببردي الحضرمي، ثم إني أخبرك يا علي أن الله (تعالى) يمتحن أولياءه على قدر
إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل
فالأمثل، وقد امتحنك يا بن عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم
والذبيح إسماعيل، فصبراً صبراً، فإن رحمة الله قريب من المحسنين.
ثم ضمه
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى صدره وبكى إليه وجدا به، وبكى علي عليه السلام
جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. واستتبع رسول صلى الله عليه وآله
وسلم أبا بكر بن أبي قحافة وهند بن أبي هالة، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما
من طريقه إلى الغار، ولبث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكانه مع علي عليه
السلام يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين. ثم خرج رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في فحمة العشاء الآخرة، والرصد من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون
أن ينتصف الليل وتنام الأعين، فخرج وهو يقرأ هذه الآية: