نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 88
فقال له أسعد: فكيف أصنع وأنا معتمر لابدَّ لي أن أطوف
بالبيت؟ فقال: ضع في أذنيك القطن، فدخل أسعد المسجد وقد حشا أُذنيه من القطن، فطاف
بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر
إليه نظرة فجازه، فلمّا كان في الشّوط الثاني قال في نفسه: ما أجد أجهل منّي أيكون
مثل هذا الحديث بمكّة فلا أتعرّفه حتّى أرجع إلى قومي فأُخبرهم، ثمَّ أخذ القطن من
أُذنيه ورمى به وقال لرسول الله: أنعم صباحاً([248]) فرفع
رسول الله رأسه إليه وقال:
قد أبدلنا الله به
ما هو أحسن من هذا تحيّة أهل الجنّة السّلام عليكم.
فقال له
أسعد: إنَّ عهدك بهذا لقريب إلامَ تدعو يا محمّد؟ قال:
إلى شهادة أن لا
إله إلا الله وأنّي رسول الله وأدعوكم إلى:
فلمّا سمع
أسعد هذا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّك رسول الله، يا رسول
الله بأبي أنت وأمّي أنا من أهل يثرب من الخزرج وبيننا وبين إخواننا من الأوس
حبالٌ مقطوعة، فإن وصلها الله بك فلا أجد أعزَّ منك، ومعي رجلٌ من قومي فإن دخل في
هذا الأمر رجوت أن يتمّم الله لنا أمرنا فيك، والله يا رسول الله لقد كنّا نسمع من
اليهود خبرك، وكانوا يبشّروننا بمخرجك ويخبروننا بصفتك وأرجو أن تكون دارنا دار
هجرتك وعندنا مقامك.
فقد أعلمنا
اليهود ذلك، فالحمد لله الّذي ساقني إليك والله ما جئت إلاّ لنطلب الحلف على قومنا
وقد أتانا الله بأفضل ممّا أتيت له ثمَّ أقبل ذكوان فقال له أسعد: هذا رسول الله
الّذي كانت اليهود تبشّرنا به
[248]
هذا تحية المشركين قبل الإسلام مكان سلام عليكم.
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 88