نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 86
قال عليُّ بن إبراهيم بن هاشم: ولمّا رجع رسول الله من
الطائف وأشرف على مكّة وهو معتمر كره أن يدخل مكّة وليس له فيها مجيرٌ فنظر إلى
رجل من قريش قد كان أسلم سرّاً، فقال له: ائت الأخنس بن شريف فقل له: إن محمّداً
يسألك أن تجيره حتّى يطوف ويسعى فإنّه معتمر فأتاه وأدَّى إليه ما قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، فقال الأخنس: إنّي لست من قريش وإنما أنا حليف والحليف
لا يجير على الصّميم وأخاف أن يخفروا جواري، فيكون ذلك مسبّة([245]) فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فأخبره وكان رسول الله في شعب حرّاء مختفياً مع زيد فقال له: ائت سهيل بن عمرو
فسله أن يجيرني حتّى أطوف بالبيت وأسعى، فأتاه وأدَّى إليه، فقال له: لا أفعل،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
اذهب إلى مطعم بن
عديّ فسله أن يجيرني حتّى أطوف وأسعى.
فجاء إليه
وأخبره فقال: أين محمّد، فكره أن يخبره بموضعه، فقال: هو قريب، فقال: ائته فقل له:
إني قد أجرتك فتعال وطف واسع ما شئت، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وقال مطعم لولده واختانه وأخيه طعيمة بن عدي: خذوا سلاحكم فإني قد أجرت محمداً وكونوا
حول الكعبة حتّى يطوف ويسعى، وكانوا عشرة فأخذوا السّلاح وأقبل رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم حتّى دخل المسجد ورآه أبو جهل فقال: يا معشر قريش هذا محمّدٌ وحده
وقد مات ناصره فشأنكم به، فقال له طعيمة بن عديّ فقال: يا عمُّ لا تتكلّم فإنَّ
أبا وهب قد أجار محمّداً فوقف أبو جهل على مطعم بن عديّ فقال: يا أبا وهب أمجيرٌ
أم صابئ؟([246]) قال: بل مجيرٌ قال: إذاً لا يخفر جوارك،
فلمّا فرغ رسول الله
[245]
رجل صميم أي خالص. والخفر: نقض العهد. والمسبّة: الذي يسب الناس وفي بعض النسخ ]السبة[ وهي ــ بالضم
ــ: العار.
[246]
يقال: صبا فلان إذا خرج من دين إلى دين غيره وكانت العرب تسمي النبي صلى الله عليه
وآله وسلم الصابي لأنه خرج من دين قريش إلى دين الإسلام والمقصود أنك خرجت إلى
دينه أو أجرته.
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 86