responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 85
راجعوه به، فقعدوا له صفّين على طريقه، فلمّا مرّ رسول الله بين صفّيهم كان لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلاّ رضخوهما بالحجارة([242]) وقد كانوا عادوها حتّى أدموا رجليه، فخلص منهم ورجلاه تسيلان دماً، فعمد إلى حائط من حيطانهم واستظلَّ في ظلّ شجرة([243]) منهم وهو مكروبٌ موجع، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة فلمّا رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ورسوله، فلمّا رأياه أرسلا إليه غلاماً لهما يدعى عدَّاس وهو من أهل نينوى، معه عنب، فلمّا جاءه عدَّاس قال له رسول الله:

من أيّ أرض أنت.

قال: أنا من أهل نينوى، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:

من مدينة الرَّجل الصّالح يونس بن متّى؟

فقال له عدَّاس: ما يدريك من يونس بن متّى؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ــ وكان لا يحقّر أحداً أن يبلّغه رسالة ربّه ــ:

أنا رسول الله والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متّى.

فلمّا أخبره بما أوحى الله إليه من شأن يونس بن متّى خرَّ عدّاس ساجداً لله، وجعل يقبّل قدميه وهما تسيلان دماً، فلمّا بصر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا فلمّا أتاهما قالا له: ما شأنك سجدت لمحمّد وقبّلت قدميه ولم نرك فعلته لأحد منّا؟ قال: هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس بن متّى، فضحكا وقالا: لا يفتننّك عن نصرانيّتك فإنّه رجلٌ خدّاع فرجع رسول الله إلى مكّة([244]).


[242] في النهاية الرضخ: الشدخ والكسر.

[243] في بعض النسخ ]في ظل حبلة[ والحبلة ــ بالضم ــ: الكرم أو أصل من أصوله، ويحرك.

[244] المناقب لابن شهر آشوب: ج1، ص62؛ تاريخ الإسلام للذهبي: ج1، ص284. الدرر لابن عبد البر: ص64. إمتاع الاسماع للمقريزي: ج9، ص181. السيرة الحلبية: ج2، ص56.

نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست