responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 84
تبكي، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها:

يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك([238]).

وهذا يكشف عن حجم المعاناة التي مربها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة أبي طالب عليه السلام، كما يكشف عن جهاد أبي طالب ونصرته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ما دل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب»([239]).

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب في كلّ موسم ويكلّم كلّ شريف قوم، لا يسألهم مع ذلك إلاّ أن يؤووه ويمنعوه ويقول: لا أُكره أحداً منكم على شيء، من رضي منكم بالّذي أدعوه إليه، فذاك، ومن كره لم أُكرهه، إنّما أُريد أن تحرزوني ممّا يراد بي من القتل حتى أُبلغ رسالات ربّي وحتّى يقضي الله عزَّ وجلَّ لي ولمن صحبني ما شاء الله، فلمّ يقبله أحد منهم ولم يأت أحداً من تلك القبائل إلاّ قال: قوم الرَّجل أعلم به، أترون أنَّ رجلاً صلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه([240])، فعمد إلى ثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه فوجد ثلاثة نفر منهم، هم سادة ثقيف يومئذ وهم إخوة: عبد ياليل بن عمرو([241])، وحبيب بن عمرو، ومسعود بن عمرو، فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه، فقال أحدهم: أسرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قطُّ، وقال الآخر: أعجزٌ على الله أن يرسل غيرك، وقال الآخر: والله لا أُكلّمك بعد مجلسك هذا أبداً، والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفاً من أن أُكلّمك ولئن كنت تكذب على الله لأنت شرٌ من أن أُكلّمك، وتهزَّؤوا به وأفشوا في قومهم الذي


[238] السيرة النبوية لابن هشام؛ تاريخ الطبري: ج2، ص80.

[239] المصدر السابق.

[240] لفظه ــ محركة ــ أي تركه.

[241] عبد يا ليل ــ بمثناة تحتية بعدها ألف، ثم لام مكسورة، ثم مثناة تحتية ساكنة ثم لام ــ (كذا مضبوط في تاريخ الخميس للديار بكري).

نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست