وذكر محمّد بن إسحاق بن يسار أنَّ خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عاّم واحد وتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة وأبي طالب وكانت له وزيرة صدق على الإسلام وكان يسكن إليها([235]).

وذكر أبو عبد الله بن مندة في كتاب المعرفة أنَّ وفاة خديجة كانت بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام. وزعم الواقديُّ أنّهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، وفي هذه السنة توفّيت خديجة وأبو طالب وبينهما خمس وثلاثون ليلة([236]).

ولعظم هذا المصاب فقد سمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا العالم بعام الحزن([237]).

المسألة التاسعة: عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه على قبائل العرب

أولاً: ما جرى بعد وفاة أبي طالب عليه السلام في عرض رسول الله نفسه على قبائل العرب وأهل الطائف

بعد أن توفي أبو طالب عليه السلام اشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد ما كان فقد ذهب الركن الذي كان يؤوي إليه وعندها وجدت قريش فرصتها فقد أخذت تنال منه وتؤذيه أشد الأذى وقد صممت على قتله وأخذت تتحرى الفرصة المناسبة لذلك.

وفي ذلك يقول ابن إسحاق: إن قريشاً وصلوا من أذاه بعد موت أبي طالب إلى ما لم يكونوا يصلون إليه في حياته منه حتى نثر بعضهم على رأسه التراب فدخل بيته والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته – وهي فاطمة عليها السلام – تغسل التراب عن رأسه وهي

[234] المصدر السابق؛ المصنف لعبد الرزاق الصنعاني: ج6، ص38.

[235] السير والمغازي لابن إسحاق: ج5، ص227، ط معهد الدراسات والأبحاث للتعريف.

[236] إعلام الورى للطبرسي: ج1، ص132؛ المناقب لابن شهر: ج1، ص150.

[237] مناقب آل أبي طالب: ج1، ص150؛ عمدة القارئ للعيني: ج8، ص180.