ثانياً: التاريخ اصطلاحاً

التاريخ: هو العلم بالأحداث، والوقائع والأوضاع، وأحوال البشر الكائنة في زمن الماضي، هذه الوقائع والأحداث والأوضاع التي هي في الواقع أحداث يومية صارت جزءاً من التاريخ لمرور الزمن عليها. إن التاريخ بهذا المفهوم، هو العلم بالأحداث، والأوضاع الماضية وأحوال الماضي والكتابة والتأليف في مثل هذا النوع من التاريخ مشهور بين جميع الشعوب والأمم([14]).

ثالثاً: متى استعملت كلمة (تاريخ) في العصر الإسلامي؟

«استعملت كلمة تاريخ في العصر الإسلامي الأول بمعنى التقويم والتوقيت على أساس القمر، ثم كسبت معنى آخر هو تسجيل الأحداث على أساس الزمن، وكان يقوم مقامها في معنى هذه العملية التاريخية كلمة خبر وأخبار وأخباري، ثم بدأت كلمة تاريخ تحل بالتدريج محل كلمة خبر وأخذت تطلق على عملية التدوين التاريخي وعلى حفظ الأخبار بشكل متسلسل، متصل الزمن، والموضوع للدلالة على هذا النوع الجديد من التطور في الخبر والعملية الإخبارية وكان ذلك على ما يبدو منذ أواسط القرن الثاني الهجري فما أطلّ القرن الثالث حتّى صارت كلمة التاريخ تطلق على العلم بأحداث التاريخ وأخبار الرجال وعلى الكتب التي تحوي ذلك وحلت نهائيا محل كلمة الخبر والإخباري.

وأقدم المؤلفات التي حملت اسم التاريخ هو كتاب التاريخ لعوانة بن الحكم الإخباري الكوفي (ت147هـ)، تناول فيه أحداث التاريخ

[13] النظرية القرآنية لتفسير حركة التاريخ لحسن سلمان: ص21.

[14] المصدر نفسه.