responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 64
سحركم صاحبكم! فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي عد لنا بمثل الذي كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام والشراب، فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما قد سمعت قبل أن أكلم القوم، ففعلت، ثم جمعهم له، فصنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهلوا عنه، ثم سقيتهم فشربوا من ذلك القعب حتى نهلوا عنه، وأيم الله إن الرجل منهم ليأكل مثلها، ويشرب مثله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني عبد المطلب، والله ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة([200]).

المسألة الثالثة: بدء مرحلة التبليغ العام للناس

قالعليّ بن إبراهيم القمي: فلمّا أتى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه:

(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)

فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقام على الحجر وقال:

يا معشر قريش ويا معشر العرب أدعوكم إلى عبادة الله وخلع الأنداد والأصنام وأدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله، فأجيبوني تملكوا بها العرب وتدين بها لكم العجم، وتكونون ملوكاً في الجنّة.

فاستهزؤوا منه وضحكوا وقالوا: جنَّ محمّد بن عبد الله وآذوه بألسنتهم، فقال له أبو طالب: يا ابن أخ ما هذا؟ قال:

يا عمُّ هذا دين الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه ودين إبراهيم والأنبياء من بعده، بعثني الله رسولاً إلى النّاس.

فقال: يا ابن أخي إنَّ قومك لا يقبلون هذا منك، فاكفف عنهم! فقال:

لا أفعل فإنّ الله قد أمرني بالدُّعاء.

فكفَّ عنه أبو طالب وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدُّعاء في كلّ وقت يدعوهم ويحذّرهم، فكان من سمع من خبر ما سمع


[200] السير والمغازي: ص145 – 146.

نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست