نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 49
عليه وآله وسلم فرجع فقلت أنا: لا إله إلاّ الله فإنّي
أوَّل مؤمن بك يا رسول الله وأوَّل من أقرَّ بأنَّ الشّجرة فعلت ما فعلت بأمر الله
تصديقاً بنبوّتك وإجلالاً لكلمتك، فقال القوم: بل ساحرٌ كذّاب، عجيب السّحر خفيف
فيه، وهل يصدّقك في أمرك غير هذا؟ ــ يعنونني ــ وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله
لومة لائم سيماهم سيما الصديقين، وكلامهم كلام الأبرار، عمار الليل ومنار النهار
متمسكوه بحبل القرآن يحيون سنن الله وسنن رسوله، لا يستكبرون ولا يعلون ولا يغلون
ولا يفسدون، قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل»([133]).
ثانياً: خروج الماء بين أصابعه
إن هذه
المعجزة، أي: خروج الماء من بين أصابعه وتكثيره من دون أن ينقص قد تكررت له صلى
الله عليه وآله وسلم في مواطن عديدة، بلغت بمجموعها التواتر([134]).
وذلك أنّهم
كانوا معه في سفر فشكوا أن لا ماء معهم وأنّهم بمعرض التّلف وسبيل العطب([135]) فقال:
كلاّ إنَّ معي
ربّي عليه توكّلت.
ثمَّ دعا
بركوة فصبّ فيها ماء ما كان ليروي ضعيفاً وجعل يده فيها فنبع الماء من بين أصابعه
فصيح في النّاس فشربوا وسقوا حتّى نهلوا وعلّوا وهم أُلوف وهو يقول:
ثالثاً:
حنين الجذع الّذي كان يخطب عنده صلوات الله عليه
وذلك أنّه كان في مسجده بالمدينة فيستند إلى جذع فيخطب النّاس فلمّا كثر
الناس اتّخذوا له منبراً، فلمّا صعده حنّ الجذع حنين النّاقة حين فقدت ولدها فنزل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضمّه إليه فكان يئنُّ أنين