مهما تكن أهمية أعمال أمثال الزهري وموسى بن عقبة، فإن عمل ابن إسحاق يبقى الأساس فيما يتصل بالسيرة وإلى حدّ ما بالتاريخ. وتكمن أهميته بوصفه مؤرخاً في استيعابه لتجارب شيوخه، وفي تطويرها وإعادة تنظيمها عن طريق فهمه الجديد للتاريخ، بنظرته الشاملة النابعة من ثقافته الواسعة وإدراكه للمغزى السياسي (للصورة التاريخية). من هنا صار ابن إسحاق شيخ كتّاب السيرة، وصار من كتبوا بعده عيالاً عليه.

وهو محمد بن إسحاق([51]) بن يسار بن خيار، وقيل: بن يسار بن كوتان المدني([52]) المطلبي القرشي مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، وكان جده يسار من سبي عين التمر([53]).

يكنى: أبو عبد الله([54])، وقيل: أبو بكر([55]).

(ولد بالمدينة المنورة، ثم رحل إلى الاسكندرية سنة 115هـ/733م، حيث حضر دروس يزيد بن أبي حبيب (المتوفى

[51] الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/2/67، ط بيروت ــ لبنان، (ليدن): ج 7، ص 321 ــ 322. المعارف لابن قتيبة: ص 247. الفهرست لابن النديم: ص 92. الإرشاد لياقوت: ج6، ص399 ــ 401، ط لندن، (القاهرة): ج 18، ص 5 ــ 8. تاريخ بغداد للخطيب: ج1، ص214 ــ 234. وفيات الأعيان لابن خلكان (بولاق): ج 1، ص 611 ــ 612. الوافي بالوفيات للصفدي: ج 2، ص 188 ــ 189. ميزان الاعتدال للذهبي: ج 3، ص 21 ــ 24. التهذيب لابن حجر: ج 9، ص38 ــ 46. علم التاريخ للدوري: ص 27 ــ 30. الأعلام للزركلي: ج 6، ص 252. معجم المؤلفين لكحالة: ج 9، ص44. بروكلمان: ج1، ص134. رجال الطوسي: ص 977، برقم 3998، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج16، ص 81 ــ 82.

[52] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج1، ص231.

[53] تهذيب الكمال للمزي: ج 24، ص 406.

[54] المصدر نفسه.

[55] تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1، ص 173.