نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 212
مرتدّاً وأغار على قوم من بني الحارث بن كعب فأنفذ رسول
الله عليّاً إلى بني زبيد وأمّره على المهاجرين وأرسل خالد بن الوليد في طائفة من
الأعراب وأمره أن يقصد الجعفيّ فإذا التقيا فأمير النّاس علي بن أبي طالب وسار
عليٌّ عليه السلام واستعمل على مقدّمته خالد بن سعيد بن العاص فلمّا رآه بنو زبيد
قالوا لعمرو: كيف أنت يا أبا ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشيّ فأخذ منك الأتاوة([527])؟ فقال: سيعلم إن لقيني وخرج عمرو وخرج أمير
المؤمنين عليه السلام فصاح به صيحة فانهزم وقتل أخوه وابن أخيه وأُخذت امرأته
ركانة وسبي منهم نسوان وخلّف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض زكواتهم ويؤمن من
عاد إليه من هرابهم مسلماً، فرجع عمرو واستأذن على خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى
الإسلام وكلّمه في امرأته وولده فوهبهم له، وكان أمير المؤمنين قد اصطفى من السبي
جارية فبعث خالد بريدة الأسلمي إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: تقدّم
الجيش إليه فأعلمه ما فعل عليٌّ عليه السلام من اصطفاء الجارية من الخمس لنفسه وقع
فيه فسار بريدة حتّى دخل على النبيّ ومعه كتاب خالد فجعل يقرؤه على رسول الله
ووجهه يتغيّر، فقال بريدة: إن رخّصت يا رسول الله للناس مثل هذا ذهب فيئهم فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا بريدة أحدثت
نفاقاً إنَّ عليَّ بن أبي طالب يحل له من الفيء ما يحلُّ لي، إنَّ عليَّ بن أبي
طالب خير الناس لك ولقومك وخير من أُخلف بعدي لكافّة أُمتي، يا بريدة احذر أن تبغض
عليّاً فيبغضك الله.
قال بريدة:
فتمنّيت أنَّ الأرض انشقّت لي فسخت فيه وقلت: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله،
يا رسول الله استغفر لي فلن أبغض عليّاً أبداً ولا أقول فيه إلاّ خيراً فاستغفر له
النبيّ، قال بريدة: فصار عليٌّ أحبَّ خلق الله بعد رسوله إليّ([528]).