نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 188
قال: ستعلم أنَّ
الغدر ليس من شأننا ولكن اصبح([449]) حتّى تنظر إلى جنود الله قال العبّاس: فمرَّ
خالد بن الوليد فقال أبو سفيان: هذا رسول الله قال: لا ولكن هذا خالد بن الوليد في
المقدّمة ثمَّ مرّ الزبير في جهينة وأشجع فقال أبو سفيان: يا عبّاس هذا محمّد؟
قال: لا. هذا الزُّبير فجعلت الجنود تمرُّ به حتّى مرَّ رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم في الأنصار ثمَّ انتهى إليه سعد بن عبادة وبيده راية رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فقال: يا أبا حنظلة. اليوم يوم الملحمة، اليوم تسبى الحرمة، يا
معشر الأوس والخزرج ثاركم يوم الجبل([450]).
فلمّا
سمعها من سعد خلّى العبّاس وسعى إلى رسول الله وزاحم الناس حتّى مرَّ تحت الرّماح
فأخذ غرزه فقبّلها([451])، ثمَّ قال: بأبي أنت وأُمّي أما تسمع ما
يقول سعد وذكر القول فقال:
ليس ممّا قال سعد
شيء.
ثمَّ قال
لعليّ عليه السلام:
أدرك سعداً فخذ الرّاية منه وأدخلها إدخالاً رفيقاً.
فأخذها
عليٌّ منه وأدخلها كما أمر، قال: وأسلم يومئذ حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وجبير
بن مطعم وأقبل أبو سفيان يركض حتىّ دخل مكّة وقد سطع الغبار من فوق الجبال وقريش
لا تعلم وأقبل أبو سفيان من أسفل الوادي يركض فاستقبله قريش وقالوا: ما وراءك وما
هذا الغبار؟ قال: محمّد في خلق ثمَّ صاح يا آل غالب البيوت من دخل داري فهو آمن
فعرفت هند فأخذت تطردهم ثمَّ قالت اقتلوا الشيخ الخبيث لعنه الله من وافد قوم
وطليعة قوم قال: ويلك إنّي رأيت ذات القرون ورأيت فارس أبناء الكرام ورأيت ملوك
كندة وفتيان حمير
[449]
ولكن اصبح أي اصبر حتى يتنور الصبح والإصباح: الدخول في الصباح ويطلق على الأسفار
وقال الراغب: الصباح أول النهار وهو وقت ما احمر الأفق بحاجب الشمس.