نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 186
ودعا عبد الله بن أبي أُميّة فقبل منه وقال
العبّاس: هو الله هلاك قريش إلى آخر الدَّهر إن دخلها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عنوة قال: فركبت بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البيضاء وخرجت
أطلب الحطّابة أو صاحب لبن لعلّي آمره أن يأتي قريشاً فيركبون إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يستأمنون إليه إذ لقيت أبا سفيان وبديل بن ورقاء وحكيم بن
حزام وأبو سفيان يقول لبديل: ما هذه النيران قال: هذه خزاعة، قال: خزاعة أقلّ
وأقلّ من أن تكون هذه نيرانهم، ولكن هذه تيم أو ربيعة قال العبّاس: فعرفت صوت أبي
سفيان فقلت: أبا حنظلة! قال: لبّيك فمن أنت؟ قلت: أنا العبّاس قال: فما هذه
النيران فداك أبي وأُمّي؟ قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عشرة
آلاف من المسلمين قال: فما الحيلة، قلت: تركب في عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فأردفته خلفي ثمّ جئت به فكلّما انتهيت إلى ناد
قاموا إليَّ فإذا رأوني قالوا: هذا عمُّ رسول الله خلّوا سبيله حتّى انتهيت إلى
باب عمر فعرف أبا سفيان فقال: عدوُّ الله الحمد لله الّذي أمكن منك، فركضت البغلة
حتّى اجتمعنا على باب القبّة ودخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
هذا أبو سفيان قد أمكنك الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه، قال العبّاس:
فجلست عند رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: بأبي أنت وأُمّي هذا أبو
سفيان وقد أجرته قال صلى الله عليه وآله وسلم: أدخله فدخل فقام بين يديه فقال صلى
الله عليه وآله وسلم:
يا أبا سفيان أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله؟
قال: بأبي أنت وأُمّي ما أكرمك وأوصلك وأحلمك، أمّا الله
لو كان معه إله لأغنى يوم أُحد ويوم بدر وأمّا أنّك رسول الله فوالله إنَّ في نفسي
منها لشيئاً([448]).
قال العبّاس: يضرب والله عنقك في هذه السّاعة أو تشهد أن
لا إله