نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 185
وهل ترى ذلك
نافعي؟ قال: لا أدري فقال: يا أيّها الناس إنّي قد أجرت بين قريش ثمَّ ركب بعيره
وانطلق فقدم على قريش، فقالوا: ما وراءك قال: جئت محمّداً فكلّمته فوالله ما ردَّ
عليَّ شيئاً، ثمّ جئت ابن أبي قحافة فلم أجد عنده خيراً، ثمَّ لقيت عليّاً فأمرني
أن أجير بين الناس ففعلت قالوا: هل أجاز ذلك محمّد؟ قال: لا. قالوا: ويحك لعب بك
الرّجل أو أنت تجير بين قريش؟([447]).
وخرج رسول الله يوم الجمعة حين صلّى العصر لليلتين مضتا
من شهر رمضان فاستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ودعا رئيس كلّ قوم
فأمره أن يأتي قومه فيستنفرهم، قال الباقر عليه السلام:
خرج رسول الله في غزوة الفتح فصام وصام النّاس حتّى نزل
كراع الغميم فأمر بالإفطار فأفطر وأفطر الناس، وصام قوم فسمّوا العصاة لأنّهم
صاموا، ثمَّ سار حتى نزل مرَّ الظّهران ومعه نحو من عشرة آلاف رجل ونحو من
أربعمائة فارس وقد عميت الأخبار من قريش، فخرج في تلك اللّيلة أبو سفيان وحكيم بن
حزام وبديل بن ورقاء هل يسمعون خبراً، وقد كان العبّاس بن عبد المطّلب خرج يتلقى
رسول الله ومعه أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أُميّة وقد تلقّاه بنيق العقاب
ورسول الله في قبّة وعلى حرسه يومئذ زياد بن أُسيد فاستقبلهم زياد فقال: أمّا أنت
يا أبا الفضل فامض إلى القبّة وأمّا أنتما فارجعا فمضى العبّاس حتى دخل على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم عليه وقال: بأبي أنت وأُمّي هذا ابن عمّك قد
جاء تائباً وابن عمّتك، قال: لا حاجة لي فيهما إنَّ ابن عمّي انتهك عرضي وأمّا ابن
عمّتي فهو الّذي يقول بمكّة: لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً، فلمّا
خرج العبّاس كلّمته أُمّ سلمة وقالت: بأبي أنت وأُمّي ابن عمّك قد جاء تائباً لا
يكون أشقى النّاس بك وأخي ابن عمّتك وصهرك فلا يكوننّ شقيّاً بك، ونادى أبو سفيان
بن الحارث النبيَّ وقال: يا رسول الله كن لنا كما قال العبد الصالح: لا تثريب
عليكم، فدعاه وقبل منه