قال أبان: وحدَّثني عيسى بن عبد الله القمّي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لمّا انتهى الخبر إلى أبي سفيان وهو بالشام بما صنعت قريش بخزاعة أقبل حتّى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد احقن دم قومك وأجر بين قريش وزدنا في المدّة قال:

أغدرتم يا أبا سفيان؟

قال: لا. قال: فنحن على ما كنّا عليه، فخرج فلقي أبا بكر فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

يا أبا بكر أجر بين قريش.

قال: ويحك وأحد يجير على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! ثمَّ لقي عمر فقال له مثل ذلك، ثمَّ خرج فدخل على أُمّ حبيبة فذهب ليجلس على الفراش فأهوت إلى الفراش فطوته فقال: يا بنيّة أرغبةً بهذا الفراش عنّي؟ قالت: نعم هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كنت لتجلس عليه وأنت رجس مشرك ثمَّ خرج ودخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله وسيّد العرب تجيرين بين قريش وتزيدين في المدَّة فتكونين أكرم سيّدة في الناس، قالت:

جواري في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال: فتأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس قالت:

والله ما يدري ابناي ما يجيران من قريش.

فخرج فلقي عليّاً فقال: أنت أمسّ القوم بي رحماً وقد اعتسرت عليَّ الأمور فاجعل لي منها وجهاً قال: أنت شيخ قريش تقوم على باب المسجد فتجير بين قريش ثمَّ تقعد على راحلتك، وتحلق بقومك قال:

[446] أي إلى آخر الآيات من صدر السورة (الممتحنة). وأنظر: الإرشاد للمفيد: ج1، ص59.