يا علي أكفني هذه.

فحمل عليها عليه فهنها وقتل رئيسها، ثم صمدت له كتيبة ثالثة، فكذلك، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك يقول:

قال لي جبرائيل: يا محمد إن هذه للمواساة.

فقلت: وما يمنعه وهو مني وأنا منه؛ فقال جبرائيل: وأنا منكما.

وروى المحدثون أيضاً: أن المسلمين سمعوا ذلك اليوم صائحاً من جهة السماء ينادي:

لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن حضره:

ألا تسمعون! هذا صوت جبرائيل([344]).

أقول: وان كنت قد التزمت عدم الخوض في دراسة أحداث من المناقب التي حاول المخالفون نهج أهل البيت عليهم السلام محاربتها كما هي عادتهم مع فضائل علي عليه السلام.

وذلك بواسطة القدح في السند كما هو عند ابن الجوزي فقد عقب على الحديث قائلاً هذا حديث لا يصح، والمتهم به عيسى بن مهران؛ قال ابن عدي: حدث بأحاديث موضوعة وهو محترف في الرفض وقد روى أبو بكر مردويه من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: صاح صائح يوم أحد من السماء:

لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي بن أبي طالب.

قال ابن بجير [حبان]: يحيى بن سلمة ليس ممن يكتب حديثه. وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك الحديث.

وروى ابن مردويه من حديث عمار ابن أخت سفيان عن طريق الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي قال:

نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان:

[344] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج10، ص182.