نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 133
قال ابن إسحاق: فحدثت عن رجال من بني سلمة
أنهم ذكروا: أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل،
أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب
والمكيدة؟ قال:
بل هو الرأي
والحرب والمكيدة.
فقال: يا
رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس، حتى نأتى أدنى ماء من القوم، فنزله،
ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب
ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه - وآله - وسلم:
لقد أشرت بالرأي.
فنهض رسول
الله صلى الله عليه - وآله - وسلم ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من
القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فعورت، وبنى حوضاً على القليب الذي نزل عليه، فملأ
ماء، ثم قذفوا فيه الآنية([317]).
قال إبن
إسحاق: وقد ارتحلت قريش حين أصبحت، فأقبلت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم تصوب من العقنقل ــ وهو الكثيب الذي جاءوا منه إلى الوادي ــ قال صلى الله
عليه وآله وسلم:
اللهم هذه قريش قد
أقبلت بخيلائها وفخرها، تحادك وتكذب رسولك، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم
الغداة».
ولما اطمأن
المشركون، بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا: احزر لنا أصحاب محمد، قال: فاستجال
بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم، فقال: ثلاث مئة رجل، يزيدون قليلاً أو ينقصون،
ولكن أمهلوني حتى انظر أللقوم كمي أو مدد؟ قال: فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئا،
فرجع إليهم، فقال: ما وجدت شيئا، ولكني قد رأيت، ما معشر قريش، البلايا تحمل
المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم،
والله ما أرى أن يقتل رجل منهم