نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 134
حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أصابوا منكم
أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك؟ فروا رأيكم.
وروي أنّ الذي آلب الناس وحرك فيهم الحرب هو أبو جهل
فكان أول من تقدم من المشركين الأسود بن عبد الأسود المخزومي وكان رجلاً شرساً سيء
الخلق فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه([318]).
فلما خرج
إليه حمزة بن عبد المطلب فلما إلتقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه، وهو دون
الحوض، فوقع على ظهره تشخب رجله دماً نحو أصحابه ثم حب إلى الحوض حتى اقتحم فيه
زعم أن ببر يمينه وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.
ثم خرج
بعده عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتى إذا فصل من
الصف دعا إلى المبارزة، فخرج إلى فتية من الأنصار ثلاثة، وهو عوف، ومعوذ ابنا
الحارث - وأمهما عفراء - ورجل آخر يقال: هو عبد الله بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟
فقالوا: رهط من الأنصار، قالوا: مالنا بكم من حاجة. ثم نادى مناديهم: يا محمد، اخرج
إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه - وآله - وسلم: قم يا عبيدة
بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي، فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ قال
عبيدة: عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال علي:
علي.
قالوا: نعم،
أكفاء كرام.
فبارز
عبيدة، وكان أسن القوم، عتبة [بن] ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة وبارز علي
الوليد بن عتبة، فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن
قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلي
بأسيافهما على عتبة