ثالثاً: الزاوية التربوية

إنّ دراستنا لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة أهل بيته عليهم السلام من هذه الزاوية تهدف إلى معرفة ما تنطوي عليه السيرة النبوية بقسميها من قدرة على التأثير في الإنسان المؤمن وتحريكه إلى الله تعالى وانضباطه بمنهجه.

ومما لا شك فيه، أنّ التربية عن طريق عرض الواقعة التاريخية والقدوة هو أفضل أسلوب في التربية وتجمع عليه المذاهب والفرق على اختلافها قديما وحديثا، وهو الأسلوب الذي اتبعه خالق الإنسان نفسه، وهو واضح في ضوء الكتب السماوية المعروفة وقد تميّز القرآن الكريم بهذا الصدد بما لا يضاهيه كتاب آخر، حين ضمّ بين دفتيه أنواع القصص([21]).

المسألة الرابعة: أهمية علم السيرة النبوية وخطورة التحريف

لما كانت السيرة النبوية هي المنهل الذي ينهل منه المسلم عقيدته برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنه يأخذ دينه وعنه يسأل يوم القيامة وبه يستطيع الإنسان أن يفصل بين الحق والباطل ويشخص المؤمن من المنافق لزم عليه معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولزم عليه دراسة هذه السيرة كي يأمن على دينه ويحذر التحريف.

إذ ليس من شك أنّ الإنسان عاجزٌ عن خلق الظاهرة الكونية بغير أسبابها، فالمطر مثلا يتكوّن من بخار الماء المتكاثف الذي يشكّل الغيم وبانخفاض درجة الحرارة يتحوّل الغيم إلى قطرات المطر، فلو أراد الإنسان تحويل بخار الماء إلى قطرات الماء مرّة ثانية بغير تعريض

[21] دراسة مصادر السيرة النبوية: 29 – 34 بتصرف.