نام کتاب : موجز السيرة النبوية نویسنده : نبيل الحسنيّ العطار جلد : 1 صفحه : 114
يكون لأحد باب إلى المسجد إلاّ لك
ولعليّ ويحلُّ لعليّ فيه ما يحلُّ لك.
فغضب
أصحابه وغضب حمزة وقال: أنا عمّه يأمر بسدِّ بابي ويترك باب ابن أخي وهو أصغر
منّي، فجاءه فقال:
يا عمّ لا تغضبنَّ
من سدّ بابك وترك باب عليّ فو الله ما أمرت أنا بذلك ولكنَّ الله أمر بسدّ أبوابكم
وترك باب عليّ.
فقال: يا
رسول الله رضيت وسلّمت لله ولرسوله([284]).
وروى
القاضي المغربي عن علي عليه السلام: إن قوما سألوه فقالوا: يا أمير المؤمنين
أخبرنا بأفضل مناقبك فقال:
أفضل مناقبي ما لم
يكن لي فيه صنع.
قالوا: وما
ذلك يا أمير المؤمنين، قال:
إن رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله لما قدم المدينة أمر ببناء المسجد، فما بقي رجل من أصحابه إلا
نقب بابا إلى المسجد، فجاءه جبريل عليه السلام فأمره أن يأمرهم أن يسدوا أبوابهم
ويدع بابي، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاذ بن جبل فأتى أبا
بكر فأمره أن يسد بابه، فقال: سمعا وطاعة، فسد بابه ثم بعث إلى عمر فأمره أن يسد
بابه فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
يا رسول الله، دع
لي بقدر ما أنظر إليك بعيني، فأبى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسد
بابه، ثم بعثه إلى طلحة والزبير وعثمان وعبد الرحمن وسعد وحمزة والعباس فأمرهم بسد
أبوابهم فسمعوا وأطاعوا، فقال حمزة والعباس: يأمرنا بسد أبوابنا ويدع باب علي.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قد بلغني ما قلتم في سد الأبواب،
والله ما أنا فعلت ذلك ولكن الله فعله وإن الله أوحى إلى موسى أن يتخذ بيتا طهراً
لا يجنب فيه إلا هو وهارون وابناه، يعنى لا يجامع فيه غيرهم وإن الله أوحى إلي أن
أتخذ هذا البيت طهراً، لا ينكح فيه إلا أنا وعلي والحسن والحسين، والله ما أنا
أمرت بسد أبوابكم ولا فتحت باب علي بل الله أمرني به([285]).