كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث بنى منازله كانت فاطمة عليها السلام عنده فخطبها أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

أنتظر أمر الله عزَّ وجل ثمَّ خطبها عمر.

فقال مثل ذلك.

تدل الروايات الشريفة على أن الله عزّ وجل قد أمر بزواج فاطمة من علي عليهما السلام وأنه سبحانه بعث أحد الملائكة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتبليغه هذا الأمر الإلهي.

فعن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن (موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام) يقول:

«بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حبيبي جبرائيل لم أرك في مثل هذه الصورة.

قال الملك: لست بجبرائيل، يا محمد بعثني الله عزّ وجل أن أزوج النور من النور.

قال: من؟ ممن؟

قال: فاطمة من علي، قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله، علي وصيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام»([286]).

علي كفو فاطمة

من الحقائق التي أظهرتها الأحاديث الشريفة حول بيانها لمقامات أهل البيت عليهم السلام هو حديث (كفو فاطمة)، وهو كالآتي:

عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول:

«لولا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة، ما

[286] الكافي: ج1، ص461.