نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 92
وحي المزاج الشخصي فالوقت الذي يصفو فيه مزاج الخليفة يسمح
بالبكاء والوقت الذي يكون فيه عكر المزاج يعاقب على البكاء ويضرب.
الاحتمال الثاني
لو تغاضينا عن كل ما سبق ولم نقل إن روايات النهي عن البكاء هي من قسم
المكذوب على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فلابد أن تكون من ضمن القسم
الثاني الذي بيناه سابقاً، وهو قسم التوهم في نقل الرواية وحفظها وسماعها، وعليه
يصبح عمر بن الخطاب سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جزءاً من الحديث دون
التكملة فرواه على نقصه وبنى عليه بنيانه ظناً منه أنه يتبع أثر الرسول الأعظم
ويسير بسنته.
وهذا الرأي له أيضاً مؤيدات مقبولة ومن هذه المؤيدات رواية عائشة بنت أبي
بكر حينما ذكر لها نهي عمر عن البكاء على الميت وأنه يعذب ببكاء أهله عليه فقالت:
«أما والله ما تحدثون هذا الحديث عن كاذبين مكذبين ولكن السمع يخطئ، وإن لكم في
القرآن لما يشفيكم ألا تزر وازرة وزر أخرى ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: إن الله
ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه»([125]).
وقد ذكر لعائشة
أن عبد الله بن عمر يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي، فقالت عائشة: «يغفر الله لأبي
عبد الرحمن أما أنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مر رسول