نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 76
قبل موته... وبكى على قبر بنت له وزار قبر أمه فبكى وأبكى من
حوله... قال السبكي: وينبغي أن يقال إذا كان للرقة على الميت وما يخشى عليه من
عقاب الله تعالى وأهوال يوم القيامة فلا يكره ولا يكون خلاف الأولى، وإن كان -
البكاء - للجزع وعدم التسليم للقضاء فيكره أو يحرم. قال الزركشي: هذا كله في
البكاء بصوت أما مجرد دمع العين فلا منع منه»([92]).
ثالثاً: البكاء
على الميت في المذهب المالكي
قال جلال الدين السيوطي: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي قال النووي فأوله
الجمهور على من أوصى أن يبكى عليه ويناح بعد موته... وقالت طائفة إنه يعذب بسماعه
بكاء أهله ويرق لهم وإليه ذهب ابن جرير ورجحه القاضي عياض وقالت عائشة معناه أن
الكافر يعذب في حال بكاء أهله عليه بذنبه لا ببكائهم قال والصحيح قول الجمهور
وأجمعوا على أن المراد بالبكاء بصوت ونياحة لا مجرد دمع العين»([93]).
وقال الحطاب الرعيني: «البكاء جائز من غير نياحة وندب والجزع وضرب الخد
وشق الثوب حرام»([94]).
وقال الدسوقي: «والحاصل أن البكاء يجوز عند الموت وبعده بقيدين، عدم رفع
الصوت وعدم قول القبيح، وأما معهما أو مع أحدهما فهو حرام كما يحرم اللطم على
الصواب، ومحل
[92] مغني المحتاج لمحمد
الشربيني: ج1، ص 355 و 356.