وعن ابن إدريس الحلي مثله([79])، وعن المحقق الحلي في المعتبر قال: «عن أبي عبد الله - الصادق - عليه السلام قال: إن إبراهيم خليل الرحمن سأل ربه أن يرزقه ابنة تبكيه بعد موته. ولان في البكاء تخفيفاً من الحزن وتسكينا من اللوعة والأصل جوازه... ويجوز النياحة على الميت بتعداد فضائله من غير تخط إلى كذب ولا تظلم ولا تسخط... لنا - أي حجتنا على جواز ذلك - ما روي أن فاطمة عليها السلام كانت تنوح على النبي صلى الله عليه وآله وسلم... والجواب عما ذكروه من الحديث([80]) أنه يمكن أن يكون أشارة إلى النوح الذي يتضمن جزعاً وسخطاً، أو قولاً باطلاً، لكن ليس مطلق النوح كذلك، وإنما نبيح منه ما يتضمن ذكر خصائصه - خصائص الميت - وفضائله وفواضله وحكاية التألم بفقده، وهذا لا يتضمن ما ذكروه...»([81]).

وممن قال بجواز البكاء وعدم كراهته سواء قبل خروج الروح أو بعدها، العلامة الحلي رحمه الله تعالى([82])، ومن الفقهاء المتأخرين نذكر على سبيل المثال الشيخ لطف الله

[78] المبسوط للشيخ الطوسي، ج 1، ص 189.

[79] السرائر لابن إدريس الحلي، ج1، ص 173.

[80] أي الجواب عن اعتراض بعض فقهاء المذاهب الأخرى من النهي عن البكاء تمسكا ببعض الأحاديث.

[81] المعتبر للمحقق الحلي، ج 1، ص 344 و ص 345.

[82] منتهى المطلب للعلامة الحلي: ج 1، ص 466. تذكرة الفقهاء له أيضاً: ج2، ص118.