نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 56
الصحابة، فكان لزاماً
عليهم لو لم يكن ذلك الفعل جائزاً توجيه عمر بن الخطاب وتنبيهه أولاً ونساء بني
المغيرة ثانياً بأن هذا الفعل هو منكر مخالف لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ونواهيه.
وبذات الطريقة
يستفاد من رواية فعل نساء بني المغيرة وسكوت عمر بن الخطاب والصحابة عدم البأس من
إطعام الطعام في أيام العزاء والمصيبة إكراماً للميت وإظهاراً لفضله وحبه
والاهتمام بأمره وأمر المعزين به.
الثاني عشر: بكاء الناس على الجويني
المتوفى سنة «478هـ»، فلما مات قام الصياح عليه من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعاً
لم يعهد مثله، ولم تفتح الأبواب في البلد ووضع الناس المناديل على الرؤوس عاماً
بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الزعماء والكبار وصلى عليه ابنه أبو القاسم بعد
جهد جهيد حتى حمل إلى داره من شدة الزحمة، وكسر منبره في الجامع([60])، وقعد الناس للعزاء
عاماً، وأكثر الشعراء المراثي فيه وكان الطلبة أربعمائة نفر يطوفون في البلد
نائحين عليه مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع([61]).
وفي يوم ممات ابن الجوزي ودفنه سنة
«597 هـ»، ضاق بالناس وكان يوماً مشهوراً، وكان في تموز وأفطر خلق ورموا
[60] كسر منبره للتبرك به
من قبل الناس المحبين له وأخذت ألواحه للتذكر بشخصه وأيامه.
[61] ذيل تاريخ بغداد لأبن
النجار البغدادي: ج 1، ص 47.
نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 56