نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 50
الثالث: ما روي في صحيح
البخاري بسنده عن أسامة قال: «كان لبعض بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم صبي
يقضي فأرسلت إليه أن يأتيها فأرسل إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى
فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه وأقسمت عليه، فقام رسول صلى الله عليه وآله وسلم وقمت
معه ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت، فلما دخلنا ناولوا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم الصبي ونفسه تقلقل في صدره حسبته قال كأنها شنة، فبكى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال سعد بن عبادة: أتبكي؟ فقال صلى الله عليه وآله
وسلم: إنما
يرحم الله من عباده الرحماء»([49]).
ومن هذه الرواية نستطيع أن نعرف أن البكاء إذا كان رحمة وشفقة على الميت
والمحتضر فانه جائز، وهو من الرحمة التي أعطاها الله لعباده وأحب أن يظهرها العبد،
وهو المقصود بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما يرحم الله من عباده الرحماء».
الرابع: ما رواه أحمد بن حنبل في
سنده عن ابن عمر قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من أحد
جعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن، فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: ولكن حمزة لا بواكي له. قال ثم نام صلى الله عليه وآله وسلم فانتبه وهن
يبكين، قال فهن اليوم إذا يبكين يندبن حمزة»([50]).
[49] صحيح البخاري: ج 8، ص
186، ط دار الفكر بيروت سنة 1401.
[50] مسند أحمد بن حنبل: ج
2، ص 40، طبعة دار صادر بيروت. ومثله في البداية والنهاية: ج 4، ص 55. والسيرة
النبوية لابن هشام: ج 3، ص 95.
نام کتاب : ابكِ فإنك على حق: بحث استدلالي لإثبات مشروعية البكاء على سيد الشهداء عليه السلام نویسنده : وسام البلداوي جلد : 1 صفحه : 50