responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 67
والحادثة تكشف عن انتفاء سرية الدعوة وتدل على واقع حقيقة هذه الفترة من بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأدلة الآتية:

ألف ــ التقاء الإمام علي عليه السلام بأبي ذر رضي الله عنه واستضافته ثلاثة أيام ثم أخذه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الطريقة الحذرة لا يدل على أنه اسلم في «الفترة السرية» وانما يدل على ان إسلامه كان بعد تسفيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأحلام قريش. بدليل ما أخرجه ابن هشام عن تحديد الوقت الذي أخذ فيه المشركون بالتعرض لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتباعه، وهو: حينما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسفيه أحلامهم، وتعييبه لعقولهم، فعندها أخذوا يتعرضون له ولأتباعه.

فأراد الإمام علي عليه السلام الحفاظ على أبي ذر كي لا يأخذ على الظنة، لاسيما وهو يسير مع علي عليه السلام.

وعليه: فإذا كان أبو ذر رابع من أسلم فان التعرض له بسبب إسلامه كان بعد قيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسفيه أحلامهم.

باء ــ وجود المستهزئين يعني أن الدعوة لم تكن سرية فلو كانت كذلك فمن أين ظهر المستهزئون؟ وظهورهم متوقف على إجهار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدعوته وتسفيهه أحلام قريش.

جيم ــ تعارض مصداق سرية الدعوة مع قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ)([157]).

لقد استدل بعض كتاب السيرة النبوية بقوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) على سرية الدعوة من حيث كونها واقعاً لحركة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم خلال السنوات الأولى في حين أن الاستدلال بها هو استدلال واهٍ ومغاير لما نطقت به الآية الكريمة من تشريف وتصبير لسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم لما يلاقي من الأذى ولاسيما أولئك الذين تصدوا له في كل محفل من محافل قريش بالاستهزاء والسخرية؛ فكان الأمر الإلهي يدعوه إلى المضي فيما كان يسير


[157] سورة الحجر، الآية: 94.

نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : نبيل قدوري الحسني    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست